المدرب عبد الكريم ل: اليرموك يحتاج لعنصر الزمن .. وتواجد شلباية مع منتخب الأردن مهم!

يعد المدير الفني لفريق اليرموك الأردني خلدون عبد الكريم من الخبرات الأردنية الفنية المشهود لها بالكفاءة والتي تمتاز بدماثة الخلق وعشقها للإطلاع على كل جديد يخص عالم التدريب.

كوووورة التقى عبد الكريم في حوار لا ينقصه الجرأة والصراحة للحديث عن واقع اليرموك الذي استقطب مع بداية الموسم الحالي كوكبة من اللاعبين ذو الأسماء الرنانة جعلته حديث الشارع الرياضي الأردني، كما تم التطرق للحديث عن واقع التحكيم الأردني ورؤيته الخاصة بما يتعلق بتشكيلة منتخب الأردن التي كشف عنها مؤخرا المدير الفني العراقي عدنان حمد، فكان الحوار الآتي ..

*ظهرت غاضبا من أداء لاعبي اليرموك بعد الخسارة أمام الوحدات في كأس الأردن.. ما هي دوافع هذا الغضب؟

تعلمون جيدا أن فريق اليرموك قام بإستقطاب عدد من نجوم كرة القدم الأردنية ويمر حاليا بنقلة نوعية، وبرغم ذلك فإن الفريق لم يقدم الأداء المطلوب منه أمام الوحدات على وجه التحديد حيث خسرنا (0-2) من أخطاء دفاعية، مما آثار حفيظتي في ظل غيرتي على الفريق ونتائجه.

وأعتقد أن الفريق بعد ذلك قدم أداء متميزا أمام الفيصلي رغم الخسارة (0-1)، ما يعني أن الفريق قادر بإذن الله على تحقيق تطلعاتنا في المرحلة المقبلة.

*برغم الإستقطابات التي شكلت "ثورة" بصفوف اليرموك إلا أن نتائج الفريق لا تسر صديقا ولا عدوا؟

أعتقد أن اليرموك بات بحاجة لعنصر الزمن، فتشكيلة اليرموك خضعت لتغيير جذري، وهذه التشكيلة حافظت على لاعب أو لاعبين فقط ظهرا مع فريق اليرموك في الموسم الماضي، فيما باقي اللاعبين فهم من العناصر التي تم استقطابها حديثا.
أنا لست قلقا على نتائج الفريق في المرحلة الحالية لأنني على ثقة وامل بأن الفريق يحتاج لشيء من الزمن للتأقلم والإنسجام بين اللاعبين ولهذا فإن مرحلة اياب كأس الأردن وبطولة دوري المحترفين ستشهد ظهورا مغايرا للفريق من حيث الأداء الفني والنتائج على حد سواء.

*ألا تعتقد بأن اليرموك تأخر بعض الشيء في تحقيق ميزة الإنسجام والتناغم بين اللاعبين وبخاصة أن فترة الإعداد للموسم الحالي بدأت في وقت مبكر؟

تأخر الفريق في الدخول في أجواء المنافسة الحقيقية وتحقيق حالة الإنسجام بين لاعبيه يعود لعدة أسباب في مقدمتها تأخر انجاز بعض التعاقدات المهمة، فمثلا تعاقدنا مع المهاجمين الفلسطيني اسماعيل العمور ومهاجم المنتخب الأردني محمود زعترة قبل مباراة الوحدات بيومين فقط.

كما أن احتراف عامر ذيب المفاجىء مع اتحاد كلبا الإماراتي وعدم معرفتنا بمصير ياسين البخيت الذي احترف في النهاية مع الفيصلي السعودي آثر على حسابات الجهاز الفني كثيرا وعلى حالة التكييف التكتيكي ،وبخاصة أننا كنا نعول على ذيب وياسين- في حال بقائهما- الكثير لما يتمتع به اللاعبين من قدرات هجومية كانت ستحدث الفارق بكل تأكيد.

*تعولون على الفلسطيني العمور كثيرا، ولكنكم افتقدتم لخدماته سريعا بسبب الإصابة؟

اصابة المحترف الفلسطيني اسماعيل العمور شكلت لنا ضربة موجعة كجهاز فني لأننا نعلق آمالا كبيرة على هذا اللاعب الذي يتمتع بحس تهديفي مرهف وقدرة على التوغل، وهو تعرض لإصابة عبارة عن تمزق في أربطة الركبة وستغيبه عن الفريق لنحو شهر ونصف الشهر ما يعني أن ظهوره مع الفريق في مرحلة اياب الكأس ستكون ضعيفة.

*خسرتم العمور للإصابة وستخسرون المهاجم محمود زعترة بعد اختياره للمنتخب، ما يعني دخول اليرموك مرحلة اياب الكأس بلا أنياب هجومية؟

كلامكم سليم، نحن نعاني بصراحة، وسنحاول الإجتهاد قدر الإمكان للبحث عن بدائل هجومية جديدة، فالعمور سيبتعد بسبب الإصابة، وتعليمات بطولة كأس الأردن الجديدة تشير إلى لعب كافة الفرق لمرحلة الإياب بدون اللاعبين الدوليين، ما يعني أننا سنفتقد أيضا لمحمود زعترة وغيابه سيشكل لنا ضربة جديدة في المنظومة الهجومية.

نحن في نادي اليرموك نضع مصلحة المنتخب الأردني في المقدمة، والأندية مطالبة بشيء من التضحية في سبيل منتخب الوطن، ولهذا فنحن نفتخر بذات الوقت باستدعاء لاعبنا زعترة لصفوف المنتخب ونتمنى له وللمنتخب التوفيق في المشوار المقبل بتصفيات المونديال.

* تلك "الضربات" هل تعني أن اليرموك سيودع الكأس من الأبواب الخلفية؟

في كل الأحوال سنتمسك بالطموح المشروع، ونحن نمتلك ثلاث نقاط من أصل أربع مباريات، وسنكون مطالبين بتحقيق الفوز على شباب الحسين في المباراة المقبلة لننهي مرحلة ذهاب الكأس بطريقة تعزز من تطلعاتنا في مرحلة الإياب لحسم إحدى بطاقات التأهل الأربع.

وبرغم كل شيء فإن المنحنى البياني لفريق اليرموك بالمرحلة المقبلة سيشهد ارتفاعا ملحوظا وسينعكس ايجابا على أداء ونتائج الفريق.

*وما هي الحلول التي ستلجؤون إليها لسد غياب العمور وزعترة عن الفريق بالمرحلة المقبلة؟

بالتأكيد سندفع بالمهاجم محمود الرياحنة والمحترف التونسي رامي التونسي فهما الخيار الوحيد الذي سنمتلكه بالمرحلة المقبلة لتعويض غياب مهاجمين كبيرين كالعمور وزعترة.

*بطولة كأس الأردن شهدت أخطاء تحكيمية مؤثرة بشهادة دائرة الحكام نفسها.. هل عنيتم من هذه الأخطاء؟

أعتقد جازما بأن ظلما غير مقصود لحق بنا خلال لقائنا أمام الفيصلي حيث كنا نستحق ضربة جزاء صحيحة بعد أن تعرض مهاجمنا محمود زعترة للإعاقة من مدافع الفيصلي عبد الإله الحناحنة لكن الحكم لم يحرك ساكنا إزاء هذه الحالة.

*برأيكم.. كيف يمكن التخلص من الأخطاء التحكيمية؟

علينا أن نؤمن قبل كل شيء بأن تجاوز كافة أخطاء الحكام أمر مستحيل لأن الحكم قبل كل شيء هو بشر غير معصوم عن الخطأ، وبرأيي المحايد والمتجرد فإن الأخطاء التحكيمية المقصودة غير واردة في الوقت الحالي لأن كل حكم يسعى لأن يكون نجما في المباراة.

كما علينا أن نؤمن بأن مهمة الحكم داخل ملعب كرة القدم ليست بالأمر السهل وهي تفوق مهمة اللاعب والمدرب في كثير من الأحيان وبخاصة أن المسؤولية التي تقع عليه تكون كبيرة، ولهذا فنحن مطالبين بالصبر على الحكام قدر المستطاع.

*ما تقييمك لأداء المنتخب الأردني في لقائه الودي الأخير أمام اوزبكستان ؟

أعتقد أن تشكيلة المنتخب تمر حاليا بعديد من التغييرات، حيث شاهدنا في مباراة اوزبكستان أول ظهور للاعبين ابراهيم الزواهرة وعبد الإله الحناحنة ومحمد الداوود ومحمود زعترة ، كما أن هنالك أسماء كانت تلعب كبديلة في المرحلة الماضية لكنها خاضت لقاء الأمس كأسماء أساسية، وهذه التغييرات بكل تأكيد تتطلب وقتا حتى يظهر المنتخب الأردني بالصورة التي يتمناها جميع أبناء الوطن.

أعتقد بأن توجيه الإنتقاد للمنتخب الأردني في الوقت الحالي فيه نوع من جلد الذات قياسا مع فترة التحضير، ففترة التحضير بدأت قبل أيام فقط، والقائمة ضمت لاعبين جدد، ما يعني أن المنتخب لا يزال بحاجة لعنصر الزمن لتثبت التشكيلة من جهة وتحقيق عامل الإنسجام بين اللاعبين.

*ما رأيكم بقائمة منتخب الأردن التي أعلن عنها حمد مؤخرا؟

أعتقد بأنها ضمت أسماء مميزة فالحناحنة وجوده ضروي في المنتخب فهو يقدم مع الفيصلي أداء راقيا، ومحمود زعترة كان له دور مؤثر مع منتخب الأردن لتحت (22) عاما في تصفيات كأس آسيا، وأحمد سمير لاعب يقدم مع الجزيرة أداء رائعا وسيكون له شأن كبير في عالم كرة القدم لكن ينقصه في الوقت الحالي الخبرة المتراكمة ولياقة المباريات الدولية.

*برأيك كمدرب.. ماذا يحتاجه المنتخب الأردني في المرحلة التي تسبق مباراة استراليا بتصفيات المونديال؟

يجب على المنتخب أن يستثمر اللقاءات الودية الثلاثة التي تسبق موعد مباراة استراليا خير استثمار، بحيث يتم التوصل للتشكيلة الرئيسية من خلال سد النواقص التي يعاني منها المنتخب في ظل غياب خليل بني عطية وعبدالله ذيب وبهاء عبد الرحمن وثائرالبواب، كما أن المنتخب سيكون أحوج ما يكون خلال اللقاءات الودية لتحقيق حالة الإنسجام بين اللاعبين فضلا عن تحديد الرؤية الفنية الواضحة قبل موعد مباراة استراليا.

وحري بنا القول وبنظرة تجردية بأن التفكير في المحافظة على آمال التأهل لمونديال البرازيل يتطلب البعد في الوقت الراهن عن سياسة الإحلال والتبديل والعمل على معالجة النواقص التي سيعاني منها المنتخب أمام استراليا بالإعتماد على لاعبين يمتلكون خبرات تراكمية وليس على وجوه شابة وبخاصة أننا في لغة الأرقام نمتلك نقطة واحدة فقط ولا مجال لأي مغامرة.

وبرأيي الشخصي المتواضع ، فإن استقطاب وجوه شابة للقائمة التي أعلنت مؤخرا سيكون مفيدا لكن ليس خلال المرحلة الحالية بل في السنوات المقبلة، والأفضل في الوقت الحالي الإعتماد قدر الإمكان على لاعبين يمتلكون التراكمات والخبرة.
ولا بد من التأكيد بأن المدير الفني للمنتخب عدنان حمد يضع كافة هذه المعطيات في عين الإعتبار فهو من أميز المدربين على مستوى القارة الآسيوية، ولهذا فأنا متفائل خلال المرحلة المقبلة.

*هل أنت مع أو ضد استدعاء محمود شلباية لصفوف المنتخب الأردني؟

بقمة الصراحة والحيادية، أعتقد بأن منتخب الأردن كان بحاجة لوجود مهاجم خبير كمحمود شلباية في المرحلة الحالية ولو كبديل في التشكيلة، لأن لقاءنا أمام استراليا سيكون صعبا للغاية وهو لقاء يتطلب وجود مهاجم يتمتع "بخبرة" شلباية.
شلباية لاعب خطير داخل منطقة الجزاء ويعرف جيدا اختيار الوقوف في المكان المناسب كما أنه أعلن عن عودة قوية ببطولة الكأس وهو هداف البطولة لغاية الآن ولهذا أجد من وجهة نظري الشخصية بأن تواجده مع المنتخب في المرحلة الحالية فقط كان مهما.

وبصراحة فإن شلباية لم يكن يستحق الإنضمام للمنتخب في الموسم الماضي ولكنه مع بداية الموسم الحالي كان وجوده ضروريا .