البريئة
العمر : 47 السٌّمعَة والتميز : 0 نقاط التميز : 1019915 عدد المساهمات : 306 التسجيل : 02/06/2012 الجنـس/ :
| موضوع: من أروع قصص العفة الثلاثاء 14 أغسطس - 15:50:02 | |
| كان بالكوفة فتى جميل الوجه ،شديد التعبد والاجتهاد، وأحد الزهاد ،
فنزل بجوار قوم من النخع ، فنظر إلى جارية منهم جميلة ،فهويها وهام بها عقله ،
ونزل بها مثل الذي نزل به ،فأرسل يخطبها من أبيها ، فأخبره أنها لابن عم لها ،
واشتد عليهما ما يقاسيان من ألم الهوى ، فأرسلت إليه الجارية :قد بلغني شدة محبتك لي ،وقد اشتد بلائي بك لذلك مع وجدي بك فإن شئت زرتك وإن شئت سهلت لك أن تأتيني إلى منزلي . فقال للرسول : لا واحدة من هاتين الخصلتين (قل إني أخاف إن عصيت ربي
عذاب يوم عظيم)،أخاف ناراً لا يخبو سعيرها ولا يخمد لهبها، فلما انصرف الرسول
إليها فأبلغها ما قال ، قالت :وأراه مع هذا زاهداً يخاف الله ! والله ما أحد أحق
بهذا من أحد وإن العباد فيه لمشتركون ، ثم انخلعت من الدنيا ، وألقت علائقها
خلف ظهرها ، ولبست المسوح ، وجعلت تعبد الله ، وهي مع ذلك تذوب وتنحل
حباً للفتى وأسفاً عليه ، حتى ماتت شوقاً إليه ، فكان الفتى يأتي قبرها ,فرآها
في منامه وكأنها في أحسن منظر ,فقال : كيف أنت ,وما لقيت من بعدي ؟
فقالت : نعم المحبة يا حبيبي حبكا حب يقود إلى الخير وإحسان فقال : على ذلك إلى ما صرت ؟ فقالت : إلى نعيم لا زوال له وفي جنة الخلد و ملك ليس بالفاني فقال لها :اذكريني هناك فإني لست أنساك ,فقالت لا أنا والله أنساكَ ,
ولقد سألت ربي مولاي ومولاكَ,فأعانني على ذلك الاجتهادَ,ثم ولت مدبرة ,
فقال لها : متى أراك ؟ قالت : تأتينا عن قريب ، فلم يعش الفتى بعدها إلا سبع ليال حتى مات,
رحمهما الله تعالى.
من كتاب التوابين لأبن قدامه المقدسي (266_267)
| |
|