"لا تـعــــــذ ليـه "
لا تعـذُ ليه ، فإ ن العـذ لَ يـو لعـُه قد قلتِ حقـاً ، ولكن ليس يسمعُه
جاوزت ، في نُصحه ، حداً أضر بـه من حيثُ قدرت أن النصح ينفعُـه
فاستعملي الرفق في تأنيبه ، بـدلاً من عُنفه ، فهو مُضنى القلب ، مُوجَعُه
قد كان مضطلعاً بالخطبِ ، يحمِلهُ فضُلعت ، بخطوبِ البينِ ، أضــلُعه !
يكفِيه ، من لوعةِ التشتيت ، أن له من النوى ، كل يـومٍ ، مــا يُــروعه
ما آب من سفــرٍ ، إلا وأزعجــهُ عزمٌ إلى سفرٍ ، بالـرُغــم يُـزمعــه
تأبى المطــالب ، إلا أن تُكلفـــــه ، للرزق ،سعيـاً ولكن ليس يجمعـٌـه
كأنما هو، في حل ومُــرتحــلٍ ، مُـوكل بقضــاءِ الله ، يــذرعُــه
إذا الزمانُ أراه في الرحيل غنىً ولو إلى السد ، أضحى وهو يقطعُــه
وما مجاهدةُ الإنسان واصــلةٌ رزقـاً ، ولا دعــةُ الإنسان تقطعـــهُ
قد قسـم الله ، بين الناس ، رزقُهم لايخلُق الله من خــلقٍ يضيعـــــه
لكنهم كلفوا حرصاً ، فلست ترى مسترزقاً ، وسوى الغــايات يُقنعُه
والحرصُ في المرء ، والأرزاقُ قد قسمت بغيٌ ، ألا إن بغي المرء يصـــرعُه
والدهر يُعطي الفتى من حيثُ يمنعُه، عفــواً ويمنعُه من حيثُ يُطمعــهُ
شعر : أبن زريق البغــدادي