ايفا 2013
العمر : 34 السٌّمعَة والتميز : 1 نقاط التميز : 9846 عدد المساهمات : 325 التسجيل : 17/07/2012 الجنـس/ :
| موضوع: سلسلة مواضيع علم النفس : التذكر و النسيان الجمعة 10 أغسطس - 12:05:59 | |
| مقدمة :
إن عمليات التذكر المختلفة ليست جميعها متشابهة من وجهة النظر السيكولوجية ولكن مع ذلك ففيها بعض العوامل المشتركة. وفي كل حالة منها فإن ما نتذكره والطريقة التي يتم بموجبها التذكر يعتمد على ما تم لنا تعلمه في الماضي وعلى درجة إتقاننا لذلك التعلم. فالتذكر يتضمن اكتساب المعرفة أو الخبرة كخطوة أولى ويتبعها فيما بعد استدعاء أو تذكر ما تم اكتسابه. والنسيان هو الفرق بين ما تم تذكره.
أشكال التذكر :
يوجد عدة كيفيات تستخدم في الكشف عن قدرتنا على التذكر وهذه الكيفيات هي التالية: 1 ـ الاسترجاع 2 ـ التعرف. 3 ـ الاحتفاظ.
1- الإسترجاع : تعتبر عملية الاسترجاع عبارة عن استجابة كمثير، وهذا هو أكثر أنواع التذكر استخداماً في التجارب المخبرية لقياس القدرة على الحفظ. وفي أمور الحياة العادية، فإن عمليات الاسترجاع كثيرة ومتعددة ويسهل إعطاء العديد من الأمثلة عليها. إنك سرعان ما تتبين بأنك ما زلت تعرف أصول السباحة برغم عدم ممارستك لها عدداً من السنين أو أنك ما زلت قادراً على استرجاع قصيدة شعرية سبق لك أن تعلمتها منذ زمن بعيد . 2- التعرف : معظم الطلبة يوافقون على أن النتائج التي يحصلون عليها في حالة فحص يقيس التعرف تكون أفضل من النتائج التي يحصلون عليها في حالة أي نوع آخر من الفحوص. ففي حالة فحص من نوع الاختيار من متعدد ينتظر أن تكون نتائجه أفضل مما هي عليه حالة فحص من نوع المقال حيث يطلب إليهم الاسترجاع التام من الذاكرة. 3- الإحتظاف و النسيان : إننا مع مرور الزمن قد ننسى كلمت أنشودة معينة وقد تقل كفاءتنا في استخدام الآلة الكاتبة وهكذا، إن النسيان يشمل الأمور اللغوية وغير اللغوية على حد سواء وبوجه عام فإن الاحتفاظ بالتعلم الحركي يدوم أطول من الاحتفاظ بالتعلم اللفظي. فمع قليل من التمرين يمكن للفرد أن يتذكر بعض الحقائق والأشعار وأموراً أخرى مدة طويلة. إن التفاصيل غالباً ما تتلاشى من الذاكرة وبالطبع فإن هذا قد لا يكون شيئاً شيئاً في حد ذاته لأن تذكر كل شيء من التفاصيل يجعل الذاكرة مزدحمة بأشياء قد لا تكون ضرورية.
الذاكرة : لقد دفع الحاسب الالكتروني بالمصطلح بنك الذاكرة إلى مجال الاستخدام اليومي كما أبرز المشكلة التي كان علم النفس في القديم يحاول حلها وفي التفريق بين ما يسمى بالتعلم للأجل القصير والتعلم للأجل الطويل. إننا في بعض الأحيان نذهب إلى السوق لشراء حاجيات معينة ولكننا عندما نصل إلى هناك ننساها كلها أو بعضها إننا كثيراً ما ننسى رقم التليفون الذي استخدمناه قبل بضعة أيام أو اسم الشخص الذي قدم إلينا قبل بضعة ساعات فأين تذهب هذه الأمور المنسية وهل تخزن في مكان ما في الذاكرة؟
إن الواحد منا قد يتساءل فيما إذا كان الزمن وحده هو العامل المؤثر في الذاكرة وهل توجد حاجة إلى الافتراض بأن العوامل المؤثرة في حالة الحفظ الطويل أو أنها تختلف عنها. إن هناك العديد من الدراسات التي تدل نتائجها على أنه بمرور الزمن فإن الذاكرة تميل إلى النقصان وفي واقع الأمر فإن مرور الزمن قد يكون أقل أهمية من مبدأ التداخل في ذلك. فمن أجل الحفظ للأجل الطويل قد يكون من الضروري بالنسبة لنا أن نقوم بالإعادة والمراجعة وهذا بحد ذاته يقاوم العوامل الخاصة بالكف رجعياً كان أو تقدمياً، إن مصطلح بنك الذاكرة قد أحيا على الأقل الاهتمام بالذاكرة للأجل القصير.
معلومات يسهل تذكرها : إن المعلومات ذات المعنى هي المعلومات التي يسهل تذكرها واسترجاعها المعنى يجعل للمفهوم هوية وما دام أني قمت بتخزين مفاهيم واضحة الهوية فإني أستطيع استرجاعها واستخدامها والتعرف إليها. لذلك لا تستدخل مفاهيم مشوشة المعنى أو غامضة فكأنك لا تعرفها وبذلك تكون قد خسرتها.
ملاحظة: إن التدريب الزائد سواء كان في حالة تعلم المقاطع عديمة المعنى أو المواد ذات المعنى فإنه يزيد من قدرتنا على الحفظ وبالتالي على التذكر. كما وأنه قد يكون تعلمنا لبعض الأشياء أسهل من تعلمنا لأشياء أخرى، وذلك اعتماداً على نوع المادة وكميتها ودرجة المعنى الموجود فيها وهكذا.
نسيان طلبة الثانوية العامة لمعلوماتهم: إن طلبة الثانوية العامة ينسون معلوماتهم بعد شهرين من انقضاء الامتحان ذلك لأنهم درجوا على الاستذكار بهدف الإجابة عن أسئلة الامتحان، وفي اللحظة التي انتهى هذا الغرض انتهت الامتحانات (هدف قصير الأمد، يتطلب ذاكرة قصيرة الأمد) وفور الانتهاء من الامتحان يتم نسيانها.
خلاصة :
* الاحتفاظ والتذكر: يتم باستبقاء المادة المتعلمة في الذاكرة طويلة المدى واستحضارها عند الحاجة إليها. * يكون النسيان شعورياً حينما لا تلاقي المادة المتعلمة جهداً كافياً لتخزينها ونقلها من مخزون الذاكرة قصيرة المدى إلى الذاكرة طويلة المدى. * هناك عدداً من العوامل تسهم في عملية التذكر وهي: ـ التنظيم. ـ التدريب. ـ الممارسة. ـ الوظيفة. ـ المهارة في الاستذكار. * العوامل التي تسهم في النسيان هي: ـ عدم الاهتمام. ـ قلة الوظيفة. ـ قلة الجهد المبذول للاحتفاظ بالمعلومات. * التذكر والنسيان هما عمليتان متعاكستان يحدد فاعلية أحدهما عدد من العوامل الشخصية والخبراتية. * يمكن تحديد العوامل الفيزيقية المساعدة على التذكر ومنها: ـ ترتيب المكان. ـ ترتيب الظروف. ـ التحكم في العوامل المحيطة. ـ عمليات التنظيم الشخصية والمكانية | |
|